القهوة المختصة

أصبح عالم القهوة المختصة في هذا الوقت رائعاً وعظيماً، حيث أصبح الاهتمام بها من قبل الحكومات والشركات ومختلف القطاعات، بداية من الزراعة وتجارب المزارعين من مختلف مصادر ودول العالم في معالجات مختلفة ومتنوعة ومميزة على أسس ومنهجيات مدروسة تنتج لنا محاصيل معقدة ونكهات وإيحاءات مختلفة البعض منها نتاج معالجات قديمة أشهرها التجفيف ومعالجات أخرى مختلفة مثل المغسولة أو العسلية وهنالك أيضا معالجة رائجة مثل التخمير ومعالجات هوائية أو لا هوائية، وبعد ذلك يأتي الاهتمام الكبير من الشركات الوسيطة وشركات توريد البن الأخضر حيث يتم الاعتناء بالتخزين وتوفير البيئة المناسبة لحبوب القهوة تحت درجات حرارة معينة وضمن نطاق رطوبة معين ليتم المحافظة على جودة البن وخصائصه، وبعد ذلك تصل تلك القهوة الى المحامص والى رواد التحميص على مستوى العالم، في هذه المرحله يتفنن كل حماص بأسلوبه وتقنيات الحماصه لينتج قهوة فريدة وذات نكهات مختلفة، هذه الرحلة الطويلة تحكي جمالية القهوة وخلفها العديد من القصص لكل شخص يعمي في قطاع القهوة المختصة حيث يعتمد ما يقارب 125 مليون شخص على إنتاج القهوة لكسب عيشهم، ويتم استهلاك القهوة في كل جزء من العالم..

بعد التحميص تنتهي رحلة عظيمة وهي صناعة و إنتاج القهوة، لتبدأ بعد ذلك رحلة أخرى عظيمة، وهي مرحلة تحضير القهوة سواء كان على يد شخص في بيته أو كان محضر قهوة ( باريستا ) في مقهى مختص ، وهنا تظهر مهارات الشخص وبراعته وخبرته العلمية والعملية في مجال القهوة وفي أساليب وتقنيات تحضير القهوة، حيث أن يترك كل شخص بصمته الخاصه في كوب القهوة الذي يحضره، حيث يجب أن ترتاح القهوة بعد التحميص ويقرر متى أفضل وقت لتحضيرها ولبروز أفضل نكهات ولتعزيز أجمل إيحائات بناء على أي وصفه اختارها وأي درجة حرارة اعتمدها لزيادة الحمضية أو المرارة ويأخذ في الاعتبار أي قوام يرغب للوصول إليه، ويتم تحضير القهوه بطرق و أدوات مختلفة، إما عن طريق مكائن الإسبريسو التجارية أو المنزلية لتحضير الاسبريسو و مشروبات الحليب أو عن طريق أدوات التقطير مثل - كيميكس ، كليفر ، ايروبريس ، سايفون ، V60 - ويأخذ بالاعتبار أن تكون لديه مطحنة مناسبة للوصفه المرغوبه ويتحكم بالطحنة - خشنة ، متوسطة ، ناعمة - لتطبيق وصفته المميزة ولينتهي التحضير خلال الوقت المقدر والمرغوب..

وفي نهاية المشوار وبعد العديد من القصص والحكايات الملهمة والعلوم المختلفة في عالم القهوة يكون ذلك الكوب جاهزاً ليتم الاستمتاع فيه وفي نكهاته المختلفة سواءً كانت فاكهية أو حمضية أو كانت كلاسيكية وذات قوام عالي و ثقيل وسواءً كان المشروب بارد أو حار ، في النهاية يستمتع فيه الشخص ويستمتع بالقصص التي خلف هذا الكوب ..